الثلاثاء، 26 يوليو 2011

رسالة إلى صديقي العزيز محمد حسني مبارك


صديقي العزيز / محمد حسني مبارك

   
 تحيــــة طيبـــــــــــة وبعــــد..

لقد فات زمن طويل جدا بي لم امسك خلالها الورقة والقلم لكي اكتب رسالة إلى صديق لي ، ولعل عذري أنك صديقي الوحيد والذي طالما كنت معه فلم أكن في حاجة إلى تلك الورقة وذلك القلم ، لقد امتزجت مشاعري وأنا ارسل لك هذه الرسالة التي أشعر فيها بأنني اكتبها ولا ارجو شيئا من هذه الدنيا التي تقلبت عليك وتركتني بعيدا عن صحبتك ، فذا أنا جالس في منزلى لا اكاد انتهي من التفكير في أمر دنيانا التي دائما ما تؤلمنا ونحن الذين لم نكن في يوم إلا أوفياء لها حتى أجد نفسي غارقا في مواضيع شائكة ، فلماذا هذا العبث؟.. اه من هذا القلم وتلك الورقة فقلد بدأت تنال من قوتي .. تخيل ! .. لقد اتعبتني تلك السطور البسيطة  وأنا الذي كنت وأنت تعرف من أكون وماذا صنعنا سويا .. على اية حال إن مادفعني للكتابة إليك هو أننى أردت أن اسجل حبي لك واعتزازي بصداقتك التي طالت بنا وأردت أن تسمح لى تلك الورقة بسرد معطياتي في هدوء يجعلك لا تستعجب كلامي ، لقد دفعني خبر محاكمتك  من هؤلاء الجهله والأغبياء أن اقترح عليك اقتراحا أتمني أن تعطه الفرصة وتفكر فيه ، إننى أتمنى موتك قبل محاكمتك ! ، تذكر معي أنك عشت سنين طويلة كنت فيها شخصا لا غبار عليه ، لقد رأي فيك السادات الشاب الذي تمنى هو أن يكون فجعلك من وراءه ، أنت كنت في نظر الجميع حبة كريز على أجمل الحلوى وأطعمها . .
أعرفك رجل عقلاني ، تعرف التحليل المنطقي وتعال معي نحسبها ، أنت إذا حوكمت الان فقد تضعف وتمرض ولن تطيق كلماتهم الحقيرة ، وهذا قد يؤثر على حال قرينتك وأولادك ، وقد يتمادوا هؤلاء الجهلة ويشطبونك من الجيش ! ، لا تتعجب فأنا أعرف من تكون وأعرف أنك أنت الجيش، ولكن من خان مرة لابد وأن يخون في الثانية ، وأنك الان قد تجاوزت الثمانين من العمر ولا ترجو أن تخرج من الأزمة فتعيش حياة كريمة ، لإن موقف أولادك صعب للغاية فإن سلمت من هذا المأزق فأنت لن تعيش معهم كسابق عهدك الاول..
أعرف أن كلامي ثقيل واعلم أنك قد فكرت فيما اذكره لك ، ولكنى أؤكد لك أنك إن مت الان فأنت في نظر هؤلاء الأغبياء لم تثبت إدانك ، فستموت رئيسا لمصر ومحفوظ لك تارخك  ، وسوف تحفظ لاحفادك كرامتهم إن اضطروا للعيش في مصر .. اعرف أنك رجل مضحي وأنك رجل متزن وصاحب رأي وحكمه ..
إنني على يقين أن أحدا من الكون لن يستطيع إدانتك .. لانك شريف ، وإن ما انت فيه من ابتلاء هو اختبار قاسي من صاحب هذا العالم الذي اختارك للمشقة والالم ، لكي تكون علامة في تاريخ الأرض ، فلا تترك تلك العلامة التي حفرتها أن تضيع بتلك الحماقات .
أنت تعلم أنه لا توجد ثمة مصلحة لي في وفاتك إلا مصلحة لك ولأحفادك الرائعين ، هذا ما جعلني أكمل المعاناه في الكتابة وكان هذا من أجل مصلحتك ، التي هي مصلحة مصر والعرب والمسلمين والتاريخ الانساني ..
أريدك أن تحدثني في الوقت المناسب لك ، فأنا لم أعد انتظم كسابق عهدي في مواعيد النوم وسأكون في انتظار سماع صوتك  - إن أردت -  أن يكون الاخير.

                                                                                                      من صديق شديد الاخلاص
                                                                                                   حسين سالم